ملخص عن النضال ضد الانتهاك المسيس للطب النفسي في الاتحاد السوفيتي خلفية
تلخيص قصير :
الإساءة السياسية للطب النفسي هي سوء استخدام التشخيص النفسي والحجز والعلاج بغية عرقلة حقوق الإنسان الأساسية لأفراد ومجموعات محددة في المجتمع. وتستلزم تبرئة وإحالة المواطنين لمنشآت نفسية بالاعتماد على معايير سياسية بدلاً من صحية عقلية. العديد من الكتّاب، ومن ضمنهم الأطباء النفسيون يستخدمون أيضاً مصطلحات «الطب النفسي السياسي السوفيتي» أو «الطب النفسي الجزائي» للإشارة لهذه الظاهرة.
في كتاب الطب الجزائي لآليكساندر بودرابينيك كان مصطلح «الطب الجزائي» المشابه لـ «الطب النفسي الجزائي»، معرّفاً كـ «أداة في الصراع ضد المعارضين الذين لا يمكن عقابهم بالوسائل القانونية.» الطب النفسي الجزائي ليس موضوعاً مميزاً ولا تخصصاً للطب النفسي بل حالة استثنائية ناشئة مع العديد من العلوم التطبيقية في الدول الاستبدادية حيث يمكن أن يشعر أعضاء مهنة ما بأنهم مجبرين على خدمة إملاءات القوة. الاعتقال بالاعتماد على الطب النفسي للأشخاص العاقلين يعتبر بانتظام شكلاً خبيثاً للإبادة على وجه التحديد. في الاتحاد السوفيتي كان المعارضون يُحتجزون غالباً فيما يدعى سيخوشكا أو ردهات الطب النفسي. سيخوشكا هي التصغير الساخر لعبارة «مشفى أمراض عقلية».كانت مشفى السجن النفسي أحد أول السيخوشكات في مدينة كازان. في عام 1939 تم نقلها لتصبح تحت سيطرة المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية، الشرطة السرية والمنظمة الطليعة للجنة أمن الدولة وذلك بأمر من لافرينتي بيريا الذي كان رئيساً للمفوضية الشعبية للشؤون الداخلية. سجل المدافعون الدوليون عن حقوق الإنسان مثل والتر ريتش لفترة طويلة الطرق التي شخص بها الأطباء النفسيون السوفييت في مشافي السيخوشكا الفصام لدى المعارضين السياسيين. لم يفحص علماء الغرب أي ناحية من الطب النفسي السوفيتي جيداً بقدر تورطه في التحكم الاجتماعي بالمعارضين السياسيين.
ومنذ عام 1948، كان لدى الخدمة السرية السوفيتية اهتماماً بهذه الناحية من الطب. وقد كان أحد رؤساء الشرطة السرية السوفيتية، وهو آندريه فيشينسكي، أول من أمر باستخدام الطب النفسي كأداة للإبادة. اعتقد أيضاً الطبيب النفسي الروسي يوتر غانوشكين بأنه في مجتمع طبقي وخصوصاً خلال أشد الصراعات الطبقية، كان الطب النفسي غير قادر على ألّا يكون مبيداً. تم تطوير نظام للإساءة السياسية للطب النفسي في نهاية ولاية جوزيف ستالين. على أي حال، تبعاً لـ آليكساندر إيتكيند، لم يكن الطب النفسي الجزائي ببساطة موروثاً من حقبة ستالين حيث كان الغولاغ (كلمة مختصرة تطلق على الإدارة الأساسية لمعسكرات العمل الإصلاحي وهو نظام السجن خلال سنوات ولاية ستالين) آلة فعالة للإبادة السياسية ولم يكن هناك أي حاجة تتطلب تطوير بديل غالي الثمن أو احتياطي من الطب النفسي. الإساءة للطب النفسي كانت نتيجة طبيعية للحقبة السوفيتية اللاحقة. منذ منتصف السبعينيات وحتى التسعينيات، تأقلمت بنية خدمة الصحة العقلية مع المعيار المزدوج في المجتمع، الذي كان عبارة عن نظامين منفصلين وُجدا بسلام في نفس الوقت بالرغم من النزاعات بينهما:
- النظام الأول كان الطب النفسي الجزائي الذي خدم بشكل مباشر مؤسسة السلطة وتم قيادته من قبل معهد موسكو للطب النفسي القضائي وسمي باسم فلاديمير سيربسكي.
- النظام الثاني كان مؤلفاً من نخبة من عيادات نفسية موجهة علاجياً وتم قيادته من قبل معهد لينينغراد النفسي العصبي وسمي باسم فلاديمير بيختيريف.
جمعت مئات المشافي في المحافظات مكونات من كلا النظامين.
المراجع

الإساءة السياسية للطب النفسي هي سوء استخدام التشخيص النفسي والحجز والعلاج بغية عرقلة حقوق الإنسان الأساسية لأفراد ومجموعات محددة في المجتمع. وتستلزم تبرئة وإحالة المواطنين لمنشآت نفسية بالاعتماد على معايير سياسية بدلاً من صحية عقلية. العديد من الكتّاب، ومن ضمنهم الأطباء النفسيون يستخدمون أيضاً مصطلحات «الطب النفسي السياسي السوفيتي» أو «الطب النفسي الجزائي» للإشارة لهذه الظاهرة.
في كتاب الطب الجزائي لآليكساندر بودرابينيك كان مصطلح «الطب الجزائي» المشابه لـ «الطب النفسي الجزائي»، معرّفاً كـ «أداة في الصراع ضد المعارضين الذين لا يمكن عقابهم بالوسائل القانونية.» الطب النفسي الجزائي ليس موضوعاً مميزاً ولا تخصصاً للطب النفسي بل حالة استثنائية ناشئة مع العديد من العلوم التطبيقية في الدول الاستبدادية حيث يمكن أن يشعر أعضاء مهنة ما بأنهم مجبرين على خدمة إملاءات القوة. الاعتقال بالاعتماد على الطب النفسي للأشخاص العاقلين يعتبر بانتظام شكلاً خبيثاً للإبادة على وجه التحديد. في الاتحاد السوفيتي كان المعارضون يُحتجزون غالباً فيما يدعى سيخوشكا أو ردهات الطب النفسي. سيخوشكا هي التصغير الساخر لعبارة «مشفى أمراض عقلية».كانت مشفى السجن النفسي أحد أول السيخوشكات في مدينة كازان. في عام 1939 تم نقلها لتصبح تحت سيطرة المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية، الشرطة السرية والمنظمة الطليعة للجنة أمن الدولة وذلك بأمر من لافرينتي بيريا الذي كان رئيساً للمفوضية الشعبية للشؤون الداخلية. سجل المدافعون الدوليون عن حقوق الإنسان مثل والتر ريتش لفترة طويلة الطرق التي شخص بها الأطباء النفسيون السوفييت في مشافي السيخوشكا الفصام لدى المعارضين السياسيين. لم يفحص علماء الغرب أي ناحية من الطب النفسي السوفيتي جيداً بقدر تورطه في التحكم الاجتماعي بالمعارضين السياسيين.
ومنذ عام 1948، كان لدى الخدمة السرية السوفيتية اهتماماً بهذه الناحية من الطب. وقد كان أحد رؤساء الشرطة السرية السوفيتية، وهو آندريه فيشينسكي، أول من أمر باستخدام الطب النفسي كأداة للإبادة. اعتقد أيضاً الطبيب النفسي الروسي يوتر غانوشكين بأنه في مجتمع طبقي وخصوصاً خلال أشد الصراعات الطبقية، كان الطب النفسي غير قادر على ألّا يكون مبيداً. تم تطوير نظام للإساءة السياسية للطب النفسي في نهاية ولاية جوزيف ستالين. على أي حال، تبعاً لـ آليكساندر إيتكيند، لم يكن الطب النفسي الجزائي ببساطة موروثاً من حقبة ستالين حيث كان الغولاغ (كلمة مختصرة تطلق على الإدارة الأساسية لمعسكرات العمل الإصلاحي وهو نظام السجن خلال سنوات ولاية ستالين) آلة فعالة للإبادة السياسية ولم يكن هناك أي حاجة تتطلب تطوير بديل غالي الثمن أو احتياطي من الطب النفسي. الإساءة للطب النفسي كانت نتيجة طبيعية للحقبة السوفيتية اللاحقة. منذ منتصف السبعينيات وحتى التسعينيات، تأقلمت بنية خدمة الصحة العقلية مع المعيار المزدوج في المجتمع، الذي كان عبارة عن نظامين منفصلين وُجدا بسلام في نفس الوقت بالرغم من النزاعات بينهما:
- النظام الأول كان الطب النفسي الجزائي الذي خدم بشكل مباشر مؤسسة السلطة وتم قيادته من قبل معهد موسكو للطب النفسي القضائي وسمي باسم فلاديمير سيربسكي.
- النظام الثاني كان مؤلفاً من نخبة من عيادات نفسية موجهة علاجياً وتم قيادته من قبل معهد لينينغراد النفسي العصبي وسمي باسم فلاديمير بيختيريف.
جمعت مئات المشافي في المحافظات مكونات من كلا النظامين.